2024-05-15 - الأربعاء
مسؤول أمريكي يفاجئ الجميع: إسرائيل لن تنتصر في غزة ولن تستطيع تحقيق أهدافها nayrouz بعد "ضربته الجمركية" للصين.. بايدن يتوقع ردا بالمثل nayrouz عرض ساعات فاخرة لأسطورة فورمولا 1 للبيع في مزاد علني nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 15-5-2024 nayrouz القسام تكشف عن عملية مشتركة مع سرايا القدس nayrouz الجيش الإسرائيلي: 3 فرق عسكرية تعمل في قطاع غزة nayrouz القسام تعلن السيطرة على مسيرة للاحتلال nayrouz الدويري: رسالة المقاومة .. (لا يوجد من يستطيع لوي ذراعنا) nayrouz الرمثا يتخطى شباب العقبة بثلاثية بالمحترفين nayrouz الفيصلي يعلن عن توفير راتب للفريق الأول nayrouz ابو السعود: النسبة الأكبر من فاقد المياه في الأردن بسبب السرقات المائية nayrouz وفد مشروع "تعزيز الحوار الإجتماعي" يزور إتحاد العمال nayrouz المساعد للعمليات والتدريب يزور قوة الواجب المشتركة والقيادة العليا لتمرين الأسد المتأهب 2024_صور nayrouz تنفيذي البادية الشمالية" يناقش إحتياجات المواطنين في الزعتري والمنشية nayrouz دورة تدريبية حول المشغولات الخشبية وصيانة الأثاث في مركز شباب وشابات غرب إربد nayrouz والي الخرطوم : حظر نشر أي معلومات سرية تتعلق بأمن البلاد أو بالقوات النظامية nayrouz محاضرة توعوية بيئية في لواء المزار الجنوبي nayrouz إطلاق مبادرة صيف آمن في عجلون nayrouz مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 500 كرفان في مخيم الزعتري nayrouz (29) لاعب ولاعبة يشاركون في تصفية منطقة غرب أسيا لكرة الطاولة المؤهلة إلى أولمبياد باريس nayrouz

مونودراما "وحدي": مُحاكاة لِواقع الحال في غزّة

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

متفاعلًا مع المقْتلة من جهة، والملحمة البطولية من جهة أخرى، التي تجري فوق أرض غزّة، أخذ الفنان الأردني المخضرم محمد العبّادي، على عاتقه، إعداد وتقديم عرض المونودراما المسرحية "وحدي" عن نص الكاتب الفلسطيني توفيق فياض "بيت الجنون".

نصٌّ قديمٌ منحه العبّادي روح التجدّد، مقتبسًا منه ما يتماهى مع الأحداث على الأرض اليوم، مؤمّلًا أنه، عبر عرض المونودراما الذي قدّمه على المسرح الدائري (مسرح محمود أبو غريب) في المركز الثقافي الملكي، بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وتعاون من نقابة الفنانين الأردنيين، يوفي بعض ديْن الفن حول رسائله، وفي المقدمة منها رسالة تعبير الفنون جميعها عن آلام الناس وآمالهم، مضافًا إليها رسائل انحيازها للحرية والعدالة والقيم الأخلاقية العليا.

بالعودة إلى النص الذي كتبه توفيق فيّاض ستينيات القرن الماضي، المتناول حكاية التربويّ سامي أستاذ التاريخ والأدب، الذي يعاني من كابوس إقامته في قلب الفساد، وهروبه، بالتالي، من واقعه المعاش، نحو واقع متخيّل زاوجَ فيه بين الماضي والحاضر والمستقبل، فإن الإسقاط الذي تبنّاه العبّادي، وبنى من خلاله سرديّته الجديدة، هو تحويل مواجهة الفساد إلى مفردة عابرة لِلدلالات، تشمل في أهم تجليّاتها مواجهة الظلم والعدوان، وتستقر عند فكرة اضطرار الرافض لهذا الفساد/ الظلم/ العدوان إلى التصدّي له وحده، حيث من هنا، كما يبدو، جاء الاسم الذي اقترحه الفنان محمد العبّادي للعرض "وحدي" الذي قدّمه وحده، وخاض، وحده، مكابدات مقاربته لِما يجري فوق أرض فلسطين، متبنيًّا صراعًا دراميًّا وجوديًّا، انهمك فيه وحده بينه وبين عفاريت الشر حوله وغِيلان العدوان.

النص المكتوب، أساسًا، بروح نثريةٍ سرديةٍ، مالت أحياناً نحو الشعر المعبّأ بالألم والقهر والجنون، أخذ منه العبّادي حركية الموقف، وتقاطعات المعنى من دون أن يتوقّف كثيرًا عند المبنى.

مما جاء في حوارات العرض الذي قدّمه العبّادي على مدار أربعة أيام متواصلة، بمسحةِ حزنٍ لم تخْفَ على جمهور العروض الأربعة، على قلّة عددهم بسبب ما يحيطنا من ظروف: "إلى الجحيم أيها الأوغاد.. ستفتح جهنّم أبوابها لِأطماعكم.. فسحقًا لكم إن ظننتم خاطئين أنه متاح لِطغيانكم.. بابي ليس متاحًا لكم.. وأنا لن أكون عبدًا لكم".

في حين كان فيّاض صاحب النص الأول يوجّه حديثه في هذه الجزئية من الحوار إلى أشباح غير مرئيين، أعداء مفترضين، فإن العبّادي في تمثّله هذه الجملة من الحوار واعتمادها حين إعداده للنص، كان يخاطب أعداء حقيقيين، مجرمين، قاتلين، إنهم أعداء الحق والأرض والحرية وفلسطين.

في جملة أخرى يقول النص الأصلي، ويقول العبّادي: "كلا... لن أرضخ لمشيئتِكم".

حول الريح المجنونة، والأنفاس المخنوقة، ووقع الأقدام المتوحشة التي تدبّ فوق أرض بطل العرض بأحذيةٍ ثقيلة، والمستبدّ الذي يقذف ضحاياه نحو الشارع العام، تحوم تخوم العرض، تجوب آلام غزّة، ترفع تلك التخوم صوتها مع الصادِحين في الميدان: كلا لن تستعبدوننا.. لن نكون عبيدًا لكم.. ووحدنا سنقاومكم.. وسنهزمكم.. وحدنا..

يقول طفلٌ من أهل غزّة الذين يهدي العبّادي عرضه لهم، وهو يقول معه: قد تكونوا جرّدتموني من كل شيء، لكي أموت جوعًا، وليسهل قهري وهزيمتي كما تتوهمون.. لأنني أشكّل خطرًا عليكم وعلى مصالحكم المقيتة، ولكنكم لن تجرّدوني من إرادتي وعنادي وصبري حيث سأسترد بكل عزيمةٍ وبقوة شكيمتي كرامتي، ومن أنهار دمي سأستعيد وجودي.

وبما يشبه الأسى، يتساءل بطل العرض الوحيد: ألم يعد من قانون يحكم العالم؟ كيف يسمح شخص لنفسه دخول بيتٍ غيرَ بيتِه؟ ولماذا عليّ وحدي أن أدفع الثّمن؟ لماذا بيتي أنا بالذّات؟ ثم يعود وينتكس، فيرى أن الكوكب لم يعد مكانًا رائعًا للحياة، بل بات جحيمًا لا يطاق.. ريحٌ غربيةٌ غريبةٌ استعمارية استيطانية تغزو كل شيء فيه.. كوكب أضحى للأشباح فقط.. طرقاته مختنقةٌ بأحذية الوحوش.. ليله قصف وغدر وصيحات ضحايا، ثم يعاود الانتفاض والرفض والتحدي، ليصرخ، أخيرًا، في وجوههم جميعهم: "لن أسمح لكم أن تتسلّلوا إلى بيتي.. فبيْتي مُلكي وحدي.. ووحدي سأدافع عن حقي السليب.. وأثور لحريّتي.. سأقاومكم.. وأنتقم منكم جميعكم.. قد تعجبون.. فأنا ما أزال قادرًا على ذلك.. وسأنتصر عليكم جميعكم وحدي.. ثمّ وحدي.. ثمّ وحدي".

ولعلّ أثرًا مهمًّا أحدثه العبّادي لدى جمهور عروضه، عندما كان يغادر، بعد العرض، المنصّة، ثم يعود وهو يحمل بيده بندقيّة.

المشاركة الإخراجية في العرض للفنان حكيم حرب، والإضاءة تولّاها محمد المراشدة، وأما الموسيقى والمؤثّرات فتولّى أمرها الموسيقي مراد دمرجيان.