2024-05-17 - الجمعة
بدء تنفيذ عطاء تعبيد الوسط التجاري داخل محافظة جرش nayrouz رحلة الى الحارات المنسية "على نبع المي إتلاقينا - 1" nayrouz بمقاتلات الجيل الخامس.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا nayrouz وفاة الفاضلة حليمة سعيد عواد العواودة" ام نايل" nayrouz العراق.. هجوم مسلح يستهدف مبنى مكافحة المخدرات في البصرة nayrouz "نيويورك تايمز": الناتو يعتزم إرسال قوات إلى أوكرانيا nayrouz بينهم إيطاليا.. 11 دولة غربية توجه رسالة إلى إسرائيل لوقف الحرب في غزة nayrouz افتتاح أول محطة غاز طبيعي مضغوط في الأردن بمنطقة الريشة nayrouz 415 ديناراً متوسط أجور العاملين بالسياحة الشهرية الخاضعة للضمان nayrouz جامعة آل البيت تفقد الدكتور خميس موسى نجم nayrouz عشيرة العواملة ترسم نهجاً ديمقراطياً في الوصول إلى مرشح إجماع للانتخابات القادمة nayrouz بلدية السلط الكبرى تنعى شقيق الزميل جابر و والد الزميله مي أبوهزيم nayrouz إمام المسجد النبوي: مَن أراد الحج فعليه الالتزام باستخراج تصريح الحج nayrouz خطيب الحرم المكي: مكة تاريخ وذكرى سيرة ومسيرة جعل الله فيها أول بيت وُضع للناس nayrouz الشرطة الفرنسية تقتل رجلاً حاول إضرام النار في كنيس يهودي nayrouz تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية ! nayrouz وزير الخارجية الإسباني: لن نستقبل سفنًا تحمل أسلحة لإسرائيل في موانئنا nayrouz دليفركت تكرّم المطاعم التي أنجزت كافة طلباتها بنجاح في الإمارات والسعودية عبر منصّتها خلال الربع الأول من العام 2024 nayrouz وفاة أحمد نوير مراسل بي إن سبورتس في مصر nayrouz البرازيل تفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم النسائية 2027 nayrouz

ماذا لاحظ الكاتب المرافي في شخصية الراحل القرارعة ؟

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
كتب يوسف المرافي 

أنه أمرٌ  عجيبٌ غريبٌ ، يحير اللب،  و يأسر القلب ، و يثير الدهشة في العقل، و الحيرة في النفس في شأن الراحل عبدالكريم القرارعة ، مخلصٌ في عمله ، فصيح في لسانه ، ساحرٌ للقلب و مقنعٌ للب ، لا تثيره جعجة القوم، و لا تخبت من عزائمه نوائب الدهر ، بحرٌ في عطائه  ، لا تذبل أزهاره و لا تنطفىء أنواره ، ولا تغيب أذكاره ، سديدٌ في رأيه ، حكيم في رده ، متنوع في ثقافته ، متزنٌ في طبعه ، صبورٌ في معاناته، مترفعٌ عن الصغائر و سفاسفها ، لا يفتر نشاطه و لا يقل عطاؤه ، إبتسامته دائمة ومواقفه ثابتة .

كان رحمه الله يتأثر كثيرا ويشعر مع المعلمين أصحاب الظروف الخاصة ، فحياته انعكست على عمله التربوي والدعووي في مجال الوعظ والإرشاد ، لاحظت عند مرافقته للمدارس أنه يستغل الفرصة لإسداء النصائح والإرشادات في مجال الفضيلة والأخلاق في الطابور الصباحي واللقاءات والمؤتمرات و الإجتماعات ، لقد شاهدت تأثير كلامه على مستمعيه .

كان -رحمه الله - في كل مناسبة وفعالية أُرافقه فيها يغدقني أمام الحضور قبل بدء أي فعالية من طيب الكلام و عبقه وحلو اللسان وعذوبته ، فقد كان يشعر معي في جميع الظروف الصعبة التي كنت أعانيها وكان ينتظر حتى يصبح مديرا للتربية والتعليم رسميا لينتهز الفرصة لانصافي والذهاب بي إلى عمان ، لأكمل مشواري الإعلامي هناك ، فقد كان -رحمه الله- على قناعة بأنني إذا  بقيت على حالي هذه  فلن تقم لي قائمة ،وسأبقى أصارع خفافيش الظلام حتى أنهي مشواري ،الذي كنت أتوقع أن يكون مليئا بالزهور والورود لا مليئا بالأشواك والحجارة التي  أشاهدها كل يوم في طريقي وعملي وأعاقت مسيرتي التربوية و الإعلامية .

كان رحمه الله قبل وفاته  يعاني من شدة الألم في منذ  سنتين قبل رحيله ، وقد لاحظت ذلك عليه عند مرافقته في السيارة ، حيث كنت مسؤول الإعلام التربوي في ذلك الوقت ، ومع ذلك تجده في مقدمة العاملين في مديرية تربية منطقة الطفيلة فتراه يزاول عمله يوميا، وكأنه في ريعان شبابه، فقد كان- رحمه الله - ملتزما بعمله داخل المديرية وخارجها، لا يغادرها إلا عند  الضرورة أو تفقد المدارس ، فقد كان  يخفي أوجاعه وألمه ، ولقد لاحظتُ في كل مرة أُرافقه فيها إلى المدارس بحكم كنت أقوم بتغطية إعلامية لنشاطات المدارس، فكاد ينزل من وسيلة النقل بمشقة لمعاناته من المرض حتى أذن الله له بالرحيل من الحياة الدنيا ومنغصاتها وأمراضها و أوجاعها .

وقتها لم أكن أتوقع أن يكون الرجل الذي كنت أتمنى أن يكون خليفة لمدير التربية والتعليم الأسبق الذي أُحيل على التقاعد أن يغادرنا سريعا إلى جوار ربه في الوقت الذي كنت أتوقع أن يكون له شأن عظيم كغيره ممن خدموا الوطن ، وما زال ذكراهم يذكر كل حين ولكن مشيئة الله كانت الأفضل له . 

ولم أكن أتوقع أن يكون الرجل الذي دار بيننا اتصال هاتفي لأخبره بتقاعد المدير السابق أن ينهي حديثه  بضحكة مستمرة بعدها أنهيت حديثي ، لاكتشف بعد ساعة أنه في عمان ليتعالج من المرض العضال الذي لم يمهله طويلا .

ولم أكن أتوقع أن يكون الرجل الذي رافقته عدة مرات في تغطية إعلامية لرعايته بعض المناسبات  والنشاطات و المدرسية أن يتركنا نصارع الحياة بمفردنا بعد أن رأيتُ فيه المعلم  المدرسي والمربي التربوي و القائد الإداري و الأب الوجداني . 

فكم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة. وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع لفقد الأحبة.