2024-05-17 - الجمعة
كم عدد مرات فوز الهلال على النصر؟ nayrouz صناعه كرة القدم في العالم ... تفاصيل nayrouz وفاة ثلاثة أشقاء بسبب التماس كهربائي في منطقة البنيات nayrouz عيروط يكتب التفاؤل بالمستقبل nayrouz ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً للغرام محلياً nayrouz لجان خدمات المخيمات تثمن خطاب جلالة الملك في قمة البحرين nayrouz سُمعت صرخاته المكتومة من تحت الأرض.. إنقاذ رجل دفن حياً لمدة 4 أيام في القبر nayrouz أفضل أغذية صحية لزيادة نمو الطفل nayrouz هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله nayrouz ولي العهد السعودي يصدر أمرا بتعيين ”الشيهانة بنت صالح العزاز” في هذا المنصب بعد إعفائها من أمانة مجلس الوزراء nayrouz رئيس وزراء السنغال يلوح بإغلاق القواعد العسكرية الفرنسية nayrouz إحصائية أممية صادمة عن تأثير الملح على حياتنا nayrouz جامعة "غنت" البلجيكية تقرر وقف تعاونها مع 3 مراكز أبحاث إسرائيلية nayrouz إخراج جثة فتاة مغربية من قبرها بسبب "الأم" nayrouz حفتر: السياسيون فشلوا في إنقاذ ليبيا nayrouz "حزب الله" يُهاجم بالمسيّرات كتيبة إسرائيلية في جعتون nayrouz مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة nayrouz ابرز اهتمامات الصحف السعودية nayrouz المؤشر الياباني يفتح منخفضا 0.92% nayrouz "السياحة": تصور جديد لبرنامج "أردننا جنة" مع استهدافه 170 ألف مشارك العام الحالي nayrouz

أعلام من الطفيلة: الحاج إبراهيم القطاطشة رحمه الله

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم : يوسف المرافي

يعسوبُ قومه ؛ فهو يجمع بين القيادة العشائرية والقيادة التربوية ، حيث يعتبر -  رحمه الله - أحد رجالات عشيرته ، وأحد القامات العشائرية والتربوية في الطفيلة ، كما يعتبر أحد وجوه عشيرة العبيديين ؛ كونه يعتبر من كبار رجالات عشيرته القطاطشة ممن يؤخذ برأيه في كل المواقف التي تطرح عليه في عشيرته ، لأخذ المشورة منه ، فهو صاحب رأي سديد ، لحكمته و بصيرته ؛ و لقدمه في قطاع التربية والتعليم ، علاوة على ذلك انخراطه في جاهات الصلح و إصلاح  ذات البين داخل عشيرته الواحدة ، فهو يتمتع بشخصية ذات خبرة كبيرة في مختلف المجالات  .

 كما يعتبر أحد رجالات التربية القدامى ممن تميز بقوة شخصيته في الإدارة ، وحسن أسلوبه ، وبشاشة وجه ، ورقي أخلاقه ، قضى - رحمه الله - بعد حياه حافلة بالعطاء ، حيث أمضى معظمها في تربية الأجيال ؛ كونه يعتبر قامة تربوية من الرعيل الأول القديم  ، و أحد أبرز أعلام الطفيلة القدامى ذا الصيت الذائع في إدارة مدرسة أنس بن مالك الإبتدائية وسط مدينة الطفيلة آنذاك ،( موقع دار البلدية حاليا)،  خاصة أنه كان مفوها ذا هيبة و وقار لا سيما أنه تربوي و مدير مدرسة مخضرم من الطراز ما فوق الرفيع.

 من مواليد عام ( ١٩٤٢) ،و من الذين عاصروا الحاج سلامة العودات رحمه الله ،  عُلم أنه كان يقدر العودات  لدرجة أنه كان يقبل رأسه كلما دخل عليه في مكتبه أو حتى في مجلسه ، فقد كان يثني عليه ثناءً حسنا و يحدث زملاءه و أبناءه عن فضائل وسجايا الراحل سلامة العودات .

يقال  بأنه كان يذهب إلى مدرسة صنفحة الإبتدائية مشيا على الأقدام عندما كان معلما في قضاء الطفيلة التابع للواء الكرك آنذاك ، برفقه التربوي لطفي الحوامدة رحمه الله  ، فقد كان مغموسا بالشدة و الحرص على تلاميذه ، شديد حين تتطلب الشدة، ولينٌ عند الحاجة و عندما يتطلب الموقف التربوي ذلك .

في عام (١٩٦٠) عين معلما للمرحلة الإبتدائية في العقبة آنذاك أي قبل زهاء ( ٦٢ ) عاما ضمن غرف قديمة بدائية مستأجرة وفق ما ورد على لسان الأستاذ الجليل عبدالمهدي العدينات أطال الله في عمره ، وفي عام ( ١٩٦٢) انتقل إلى قرية القاع في معان ، حيث كان له الفضل في افتتاح أول مدرسة في قرية القاع في معان ، حيث كان رحمه الله  مديرا و معلما وكل شيء في المدرسة ، حيث يقوم بجميع الأعمال فيها إضافة لعمله الأساسي بشهادة الأستاذ عبدالمهدي العدينات الذي كان يدرس في قرية الفرذخ المجاورة لقرية القاع ، حيث أشاد بنشاط الراحل القطاطشة الكبير في المدرسة آنذاك  ، مضيفا أنهما كانا يلتقيان ويزوران الأستاذ الفاضل سعود الهريشات الذي كان يدرس الصف الأول في قرية مجاورة .

و في عام (١٩٦٥) انتقل إلى الطفيلة ليدرس في مدرسة صنفحة الإبتدائية اللغة الإنجليزية و الرياضيات و المرحلة الإبتدائية ، ثم انتقل إلى  مدرسة إبن تيمية الإبتدائية ليدرس اللغة الإنجليزية و الرياضيات و بعض المواد ، و في عام( ١٩٦٩) درس في دور الباشا بالقرب من الجامع الحميدي حاليا مادة اللغة الإنجليزية و كانت المدرسة إبتدائية  من الأول  إلى الصف السادس و كان مدير المدرسة في ذلك الوقت الراحل الأستاذ سيف العطيوي رحمه الله .

 عاصر الراحل كلا  من بعض المعلمين أمثال الفضلاء صبري الوحوش و طاهر الزرقان و حسني الداودية و صالح الجرايشة و مسلم العتايقة رحمهم الله جميعا . كذلك الأستاذ مسلم الزغاليل شفاه الله والاستاذ سعود الهريشات ألبسه الله ثوب الصحة والعافية و عبدالمهدي سليم العدينات أطال الله في عمره، و الراحل لطفي الحوامدة الذي استلم الإدارة من الراحل سيف الدين العطيوي  رحمهما الله  .

أصبح الراحل مديرا لمدرسة أنس بن مالك الإبتدائية في الطفيلة لفترة طويلة ، و فيها أزدهرت المدرسة و أصبحت يشار لها بالبنان ، حيث تتلمذ الآلاف من التربويين والقيادات والمسؤولين على أيدي ( أبو سامر ) رحمه الله .

 شارك في  امتحانات شهادة الثانوية العامة ، كرئيس قاعة في الطفيلة حيث كانت قاعة الأمتحانات تعقد في مدرسة (المطينة ) الشيخ أحمد الدباغ حاليا .

أعير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع الثمانينات كمدرس للغة الإنجليزية ، حيث جلب معه خبرة و برامج الإذاعة المدرسية الصباحية باللغة الإنجليزية ، بعدها عاد إلى الطفيلة، حيث عين مديرا لأحد المدراس .

رجل تربوي مخضرم ، تشهد له ميادين التربية والتعليم في الأردن بما فيها الطفيلة خاصةً أنه قدوة يحتذى في الإخلاص والتفاني ، يتميز في فهمه للرسالة الحقيقية لصاحب العلم ،  فقد كان حكيما في أسلوب إعطائه وتقديمه للمعلومة الصحيحة بعد التثبت منها ، خاصة فيما يتعلق بالأمور و المسائل الدينية ، حيث يحب مطالعةالكتب بما فيها الدينية .  

كان رحمه الله واحدًا من جيل المربيين والمعلمين الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الماضي الجميل  ، فقد فارق الدنيا بعد مسيرة عطاء مليئة بالإنجازات ، ومشوار حياة في السلك التعليمي و العمل التربوي و الإجتماعي و الإقتصادي ، تاركاً سيرة عطرة، و ذكرى طيبة، و إرثًا من القيم و المثل النبيلة . 

كان يقدر المعلم المخلص في مدرسته، ويحاول جاهدا مساعدته إذا تعرض لأي إشكالية تربوية أو حتى إجتماعية، متحمس للعمل الإداري، تجده يأتي مبكرا لمدرسته ، نشيطا فعالا متحمسا للعمل الإداري، لا يفتر نشاطه و لا تخبت أنواره و لا يذبل نواره ، مضيئا في مدرسته ، يحن على طلابه ويعاملهم كمعاملة الأب الحقيقية لأبنائه و يشار له بأطراف البنان.

اتصف بالكرم و الجود و الإحسان لليتامى و الفقراء ، فيما عُلم عنه أنه كان يحن على الفقراء منذ أن كان معلما و مديرا في مدرسة أنس بن مالك الإبتدائية ، التي اتفق معظم ممن اتصلت معهم من الرعيل القديم بعد دقائق من وفاته،  أنه في هذه المدرسة لفت الأضواء في حسن إدارته و تعامله مع أبناء  الطفيلة الذين كانوا يفدون لمكتبه ، لاستشارته في مواضيع العملية التعليمية و الإجتماعية ، سيما أن البعض وصفه بالرزانة و الحشمة في التعامل مع جميع أفراد مجتمعه في ذلك الوقت .

كنت أشاهده يشارك في كثير من المناسبات و حضور الجنائز و مشاركة الناس في أتراحهم و أفراحهم ، حيث كنت أشاهد الهيبة و الوقار و الرزانة على محياه، قبل أن أعلم أنه من الرعيل الأول القديم في قطاع التربية والتعليم .

التقيت قبل شهر ضمن إطار العمل التربوي بإبنه الكبير صاحب الخلق الرفيع و الكلمة الطيبة، المشرف التربوي في وزارة التربية والتعليم الأستاذ سامر، حيث أصابني بالذهول و هو يتحدث بكل شوق ومحبة عن القامات التربوية التي غادرت إلى رحمة الله ، فقد لمست في حديثه لمدير المدرسة تقديرا وعرفانا لتلك القامات ، و أذكر أنه أشار لي و أمتدحني كثيرا لأنني اكتب عن القامات التربوية ممن هم من الرعيل القديم، حيث كان يقول :"رحمة الله عليهم و الله يجزيهم الخير لقد قدموا لنا الكثير الكثير و يستحقوا أن تكتب عنهم جميعا عرفانا منا لما قدموه من تربية وعلم" ، فقد لمست في كلامه غيرة شديدة على المعلمين من هم من الرعيل القديم لم المسها مع أي تربوي آخر ، فقد شجعني كثيرا للكتابة عنهم و أعطاني دافعا و حافزا قويا نحو مزيد من الإستمرار في توثيق سيرة من هم من الرعيل القديم .

كان رحمه الله حريص الإلتزام بتأدية الصلاة في المسجد حتى بعد مرضه ، كثير القراءة للقرآن الكريم و كتب السنة و الأحاديث الشريفة ، كثير الصيام و التسبيح والدعاء  و ذكر الله في مجلسه كان كثير الإطلاع على الأمور الدينية و يبحث في أمور الدين و أحكام الشريعة الإسلامية . 

شهدتُ جنازته، فقد تأثرت كثيرا لحظة و صوله المقبرة و الصلاة عليه ، فقد شاهدت الحزن يخيم على ممن حضروا الجنازة ، فلم يسبق لي أن شاهدت جنازة بهذا الحضور الكبير من القامات و الأساتذة من الرعيل الأول و الرعيل القديم ؛ كون الوقت كان متأخرا جدا بعد الساعة الواحدة فجرا ، والجو باردا ، فقد شاهدت الحزن في أعينهم و كأنهم فقدوا أعز و أقرب الناس لديهم ، مما انعكست هيبته و وقاره مرة ثانية في حياته وعند مواراته الثرى .

نسأل الله المغفرة  لأبي  سامر ، والرحمة ، والعفو ، وجزاك الله خيرا على ما قدمته لمحافظة الطفيلة من علم ، وانجازات  سوف تبقى في الذاكرة و نذكرها لأجيالنا ،كمثال على قامة تربوية من الرعيل القديم، قدمت لمحافظة الطفيلة نماذج  لقيادات تربوية و قامات تتلمذوا على يد الحاج ابراهيم القطاطشة (أبو سامر ) رحمه الله .