أماني السّعدي/ إختصاصيّة الصحّة العامة (BScADS, MScPH/Epidemiology)
ما هي إلا أيام وسيهلّ علينا شهر ذوالحجة وسنحتفل بمناسبة عظيمة ألا وهي الحج الأكبر، وكما هو معلوم يزداد الإقبال في هذه المناسبة على شراء الأضاحي تقرُّباً إلى الله عزوجل. ونحن كمسلمين حريصون على انتقاء أفضلها وأجودها ضمن الشروط التي حددها الشرع الحنيف متيقظين لعدم الوقوع في فُخوخ الغش وأساليب التلاعب التي يتفنن بها بعض المستغلين من تجار المواشي. بالإضافة إلى تسليط الضوء والتنبيه على أهمية اتباع الأساليب السليمة في معاملة الحيوان أثناء نقله وإيوائه والتي لها تأثير مباشر على صحة وسلامة اللحوم وجودتها وإطالة فترة صلاحيتها عند حفظها في ظروف مناسبة لحين إستهلاكها.
شروط الأضحية:
-تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل، البقر والغنم ضأنها ومعزها.
-بلوغها السنّ المحدد شرعاً بأن تكون جذعه من الضأن أوثنيه من غيره، فالثني من الإبل ما تمّ له خمس سنوات ومن البقر ما تمّ له سنتان ومن الغنم ما تمّ له سنة والجذع ما تم له نصف سنة. فلا تصحّ الأضحية بما دون ذلك.
-أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء كالعور البيّن ،والمرض البيّن، والعرج البيّن، والهزال المزيل للمخ. ويلحق بتلك العيوب ما كان مثلها أوأشدّ كالعمياء، المبشومة (التي أكلت فوق طاقتها حتى إمتلأت) والمتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنهما الخطر، المصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علوّ ونحوه حتى يزول عنها الخطر، العاجزة عن المشي لعاهة، مقطوعة إحدى اليدين أوالرجلين.
إختيار الأضحية ونقلها وإيوائها:
- مراعاة مطابقتها للمتطلبات الشرعية من حيث السن، والسلامة من العيوب.
- التأكد من تلقي الأضحية للرعاية الكافية كالمأكل والرعاية الصحية وشرائها من مصدر موثوق غير مجهول.
- فحصها بالنظر واليد والتأكد من:
•أن الحيوان مُسمّن بصورة طبيعية ويستجيب لجميع المؤثرات الخارجية.
•حيوية ونشاط الحيوان فالخمول يدل على وجود متاعب صحية مع بقاء رأسها على مستوى الجسم مرفوع غير متدلٍّ وأن تكون قوائمه مستقيمة لا يعاني من عرج أو كساح.
•إقبال الأضحيه على تناول الأعلاف، فالحيوان المريض يمتنع عن تناول الأعلاف أو يُقبِل عليها بصعوبة.
•عيونه برّاقه خالية من الإحمرار والإصفرار وأغشيته المخاطية وردية اللون.
• أن تكون أصوافها أوأشعارها أوأوبارها نظيفة غير شاحبة.
•ظاهرياً خالية من المشاكل الصحية كالرشح، وآثار إسهال على فتحة الشرج والمشاكل التنفسية كالكحة مع مراعاة أن الحيوان قد يلهث أويتنفس بسرعة لإرتفاع درجة حرارة البيئة المحيطة.
•خالية من الخراجات والجروح والإفرازات أوالإرتشاحات أوإلتهابات في الفم والأنف واللسان.
•القيام بفحص منطقة أسفل الفك السفلي والرقبه ومقدمة الصدر للتأكد من خلوها من الدمامل والجروح مع امتلائها باللحم.
•فحص الظهر: يجب أن يكون مستقيماً، عريضاً وممتلئ باللحم. والتأكد من أنّ وزن الأضحية غير ناتج عن الإنتفاخ وللتّحقّق من ذلك يتمّ الضغط على جانبي الحيوان ففي حال أخرج روثاً ليناً على شكل إسهال مع غازات فإنه دليل على التلاعب بوزنه.
- نقل الحيوان في سيارة نقل واقفاً في مساحة صغيرة لتلافي الإهتزازات نتيجة حركة السيارة، أو في حال نقله بواسطة سيارة خاصة فيتم ربط الحيوان من ثلاثة أرجل وترك الرجل الشمال الأمامية بدون ربط وإرقاد الحيوان على جانبه الأيمن، والرأس للأعلى ويضع أسفلها قشاً أو فرشة ناعمه لتلافي ارتطام الرأس بأرضية السيارة. أما في حال كان الحيوان هادئاً وغير متوتر فيمكن الإكتفاء بربط الرجل اليمنى الأماميه مع اليسرى.
- في حال وصول الحيوان إلى مكان الإيواء يُفكّ رباطه ويُترَك ليرتاح ويُفضّل إعطائه راحه لا تقل عن يوم قبل الذبح، حيث أن الإجهاد الناتج عن عملية النقل ثم الذبح مباشره يؤثر على جودة اللحوم، نتيجة حدوث بعض التفاعلات الكيميائية. بالمقابل في حال عدم توافر مكان للإيواء والإضطرار للذبح مباشره يُترَك الحيوان لمدة ساعتين على أن يُقدَّم له الماء فقط، ولا يُنصَح بتقديم الأعلاف. بالإضافه إلى تصويم الحيوان قبل الذبح بحوالي (٦- ۱۲ساعة) لتقليل محتوى الكرش وللتقليل من هجرة الجراثيم من الأمعاء إلى الدورة الدموية والأنسجة. متمنين لكم التوفيق في الإختيار والقبول.