مطالبات بإعادة ترميم وتأهيل موقع قويلبة
الاثري بهدف التنمية الشاملة لمنطقة الكفارات
نيروز- خاص – محمد محسن عبيدات
يعد موقع قويلبة الاثري ، من اهم مقومات
السياحة في منطقة الكفارات والذي يعول عليه أهالي المنطقة في حال قيام الجهات
المعنية بإعادة ترميمه وتأهيله كما هو حال موقع ام قيس الاثري ، وتوفير كافة البنى
التحتية من إيصال خطوط الكهرباء والمياه ، وصيانة الموقع والمنطقة المحيطة به ، بالإضافة
توفير الخدمات الصحية والارشادية والترويج والتسويق للموقع كباقي المواقع السياحية
في المملكة بأحداث تنمية شاملة ومستدامة في منطقة الكفارات، حيث سيكون تأهيل الموقع له اكبر الأثر على أبناء المنطقة
والمناطق المجاورة في التنمية الشاملة والمستدامة وتوفير الكثير من فرص العمل
للشباب والحد من البطالة في المنطقة.
وقال عدد من أبناء ورواد المنطقة في لقاء
خاص لنيروز الإخبارية ضمن فعاليات بازار ايادي اربد الرابع والذي أقيم مؤخرا في
موقع قويلبة الاثري، ان إعادة ترميم وتأهيل موقع قويبلة الاثري، يعد من اهم الاعمال
الواجب القيام به من قبل الجهات المعنية، ويعد ترميم وتأهيل المواقع من اهم المشاريع
الاستثمارية في المنطقة التي سيلمس أثرها المواطن بشكل ملحوظ، وينعكس على كافة
القطاعات الحيوية في كثير من الأمور واهمها الجوانب الاقتصادية والوظيفية.
وناشد عدد كبير من رواد المنطقة الجهات
المعنية وعلى راسها دائرة الاثار العامة ومجلس محافظة اربد ، وبلدية الكفارات ،
ووزارة الاشغال العامة ، القيام بأعمال الصيانة الضرورة في الوقت الحالي واهمها إزالة
الأعشاب الشوكية وتعبيد الطريق الواصل للموقع بخلطة اسفلتية ساخنة، والذي لا
يتجاوز طوله 1 كم وهو بحالة سيئة جدا ، وايصال التيار الكهربائي ، وبناء وحدة صحية
، حيث تقام بهذا الموقع العديد من الفعاليات والأنشطة الهامة واخرها بازار ايادي
اربد الرابع ، والذي تجاوز الحضور خلال 3 أيام ما يقارب 3 الاف زائر من مختلف
مناطق محافظة اربد ، وسيقوم أيضا قريبا مهرجان ابيلا السياحي والثقافي في دورته
الخامسة ، ويعد المهرجان من اكبر المهرجان في المنطقة .
ويقع موقع قويلبة الاثري على بعد 13 كلم من
محافظة إربد باتجاه الشمال، ضمن حدود منطقة "حرثا" التابعة لبلدية الكفارات
في لواء بني كنانة، ويبعد عن التجمعات السكنية في منطقةحرثـا حوالي 1كم باتجاه الشرق،
ويبلـغ طولها من الشمال إلـى الجنـوب حوالي (1500م2) ويحاذي طرفهـا نهر اليرموك، أما
عرضها من الشرق إلى الغرب فيبلغ (600م2)، وترتفع عن سطح البحر(440م). ومدينة قويلبة
الاثرية " ابيلا، هي مدينة اثرية تحكي قصة الحضارة، وهي احدى مدن الديكابولس العشرة،
وتعتبر من أهم المناطق الاثرية بالأردن التي تشتهر بأعمدتها المتوجة الشبيهة بأعمدة
جرش وأم قيس، يوجد فيها كنيسة أم العمد والعديد من المغاور الواسعة المزينة بالزخارف
والرسوم، ويوجد كذلك منطقة تقع إلى الشمال من أم العمد تحتوي على أبنية مبنية من الحجارة
السوداء ذات الأحجام الكبيرة، وأطلق عليها اسم قويلبة في وقت متأخر كوصف لحال المدينة
بعد الدمار الكبير الذي حل بها نتيجة زلزال قوي ضرب المنطقة. مدينة ابيلا الاثرية تعاقبت
عليها حضارات التاريخ، وذكرها ابن قرطبة في كتاب "الممالك"، ونعمت إبان العهد
الروماني بمقومات الحضارة والرفاهية، كما عُرفت بآثارها المختلفة، وخاصة لوحاتها الفسيفسائية.
ظلت أبيلا مدينة مأهولة على مدار التاريخ، وبقيت على مر العصور الرومانية والبيزنطية
والإسلامية مدينة عامرة اعتمد سكانها على الزراعة، وبالأخص زراعة أشجار الزيتون. أظهرت
عمليات الحفر في أبيلا إلى أن فترات الاستيطان بدأت فيها منذ العصر البرونزي (3100
قبل الميلاد)، والعصر الحديدي، مروراً بالفترة الهلنستية الرومانية والفترة البيزنطية،
وانتهاءً بالفترة الأموية والعباسية وحتى عصرنا الحاضر. وتعد أبيلا إحدى مدن تحالف
"الديكابوليس" الروماني الذي أنشأه الإمبراطور "بومبي" عام 64
قبل الميلاد، فحجارتها وأعمدتها والأسلوب العمراني فيها ينقل صورة طبق الأصل عن مدينتي
جرش وأم قيس، وهما مدينتان أثريتان في نفس التحالف، ولكنهما أكثر شهرة. وضم تحالف الديكابوليس
عشرا من أهم مدن منطقة بلاد الشام للوقوف ضد نفوذ "الأنباط" في الجنوب آنذاك.
وتقع هذه المدن وسط بلاد الشام وجنوبيها في سوريا والأردن وفلسطين. والأنباط (169 ق.م-106
م) مملكة عربية قديمة قامت في صحراء النقب الفلسطينية وسيناء المصرية والأردن وأجزاء
من شمال شبه الجزيرة العربية، وكانت عاصمتهم مدينة البتراء في الأردن. ونعمت أبيلا
إبان العهد الروماني بمقومات الحضارة والرفاهية من مسارح ومعابد وساحات عامة وشوارع
ومدرج روماني كبير. وفي العهد البيزنطي سادت المسيحية ربوع المدينة، حيث يوجد بها بقايا
خمس كنائس. وعن معالم المدينة حيث بدأت عمليات الحفر والتنقيب في أبيلا عام 1980، وبعدها
بعامين تم الكشف عن كنيسة أم العمد التي أطلق عليها هذا الاسم لكثرة ما تحتويه من أعمدة.
وتقع الكنيسة في الجهة الجنوبية من موقع آثار قويلبة، وقد أظهرت الحفريات الأثرية أن
أساساتها بنيت فوق بناء أقدم منها، بدليل النقود والكسر الفخارية. وقد وجد في الكنيسة
آثار لمذبح يتجه إلى الشرق، كما وجدت آثار لقنوات مائية استخدمت لجمع مياه الأمطار
عن أسطح المباني. كما تمتاز المدينة بانتشار لوحات فسيفسائية فيها، جاء في إحداها رسم
مزخرف لدبّين يأكلان قطفا من عنب، إضافة إلى رسومات كثيرة لغزلان وأخرى لشخصيات مرموقة،
وقد كتب تحت كل لوحة أو رسم اسم صاحبها. وتنتشر على الطرف الشرقي للمدينة مقابر أثرية
محفورة في الصخر، وبعضها ذات أبواب بازلتية تكسو جدرانها قصارة، وبعضها تعلوها رسومات
جدارية ذات ألوان زاهية، وتوجد أوانٍ فخارية وأسرجه وتماثيل وأوانٍ زجاجية وحلي وأساور،
وأقرطة، وعقود، وردية. ولا تزال معظم آثار أبيلا مدفونة تحت الأرض، وتتعاقب عليها فرق
أثرية من جميع أنحاء العالم لاستكشافها.
لا مانع من الاقتباس واعادة النشر شريطة ذكر المصدر { وكالة نيروز الإخبارية } الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها فقط. © 2019 - جميع الحقوق محفوظة.