2024-05-16 - الخميس
الريال يرفض طلب مودريتش الاخير nayrouz تمرين الأسد المتأهب 2024...صور nayrouz والي الخرطوم :معسكرات المقاومة الشعبية دفعت بأعداد كبيرة من المستنفرين...صور nayrouz أكبر محطة للسكك الحديدية في المكسيك. nayrouz وفاة الحاجه ترفه مطر الخريشا "ام بسام" nayrouz خلية إدارة التمرين وخلية الإستجابة السيبرانية تستمران بمتابعة فعاليات تمرين الأسد المتأهب 2024 nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 16-5-2024 nayrouz انتخاب قيادة مجلس محافظة جرش والألوية التابعه لها ....اسماء nayrouz جنرال إسرائيلي: المصريون سيدفنوننا بحال الحرب معهم nayrouz الحكومة: نحذر من المال الأسود في الانتخابات القادمة nayrouz تحديد موعد قمة الحسين والفيصلي nayrouz أمسية شعرية بإربد تعاين الأوضاع في غزة وفلسطين nayrouz 1.6% من الأردنيين يتعاملون بالعملات المشفرة nayrouz جامعة اليرموك توقع مذكرة تفاهم مع جمعية رعاية مرضى السيلياك الخيرية nayrouz الفنان السوري أيمن زيدان يستحضر تجربته الفنية nayrouz حقائق عن جزر المالديف nayrouz مذكرة تفاهم تدريبية بين الخدمات الطبية الملكية وشركة الصخرة للخدمات والاستشارات الأمنية...صور nayrouz المتعهد عز الدين: الفنانون العرب سيجتمعون في المانيا قريبًا nayrouz القسام تستهدف قوة إسرائيلية في حي الزيتون nayrouz تفجير مبنى مفخخ في جنود الاحتلال بجباليا nayrouz

تعرف على القامة الوطنية المخفية فهمي ربيحات رحمه الله

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
الكاتب: يوسف المرافي 

 يعتبر من الرعيل الأول القديم ( الجيل النادر ) و أحد أبرز  المعلمين على مستوى الوطن العربي بشكل عام ، و العاصمة عمان على وجه الخصوص ممن يتمتعون بسمات تربوية و على العام الأغلب شهرته في حقل ترجمة البرامج التلفزيونية  في الستينات و السبعينات من القرن العشرين عندما كان يعمل في مؤسسة الإذاعة و التلفزيون الاردني و إجتماعيا بصورة فريدة لا نظير لها على مستوى الوطن لا سيما صفاته بأنه ذكيٌ في عقله ، فطنٌ في إيمانه ،  نيفٌ في علمه ، فصيحٌ في لسانه ،  ساحرٌ للقلب و فاتنٌ للب ، لا تثيره جعجة القوم و لا تخبت من عزائمه نوائب الدهر ، بحرٌ في عطائه ، حصيف مع صحبه ،  لا تذبل أزهاره و لا يذبل نواره ، صنديدٌ في الشدائد ،  قشيبٌ في مظهره ، جلجالُ في قوله ، يسوعٌ في عمله ، سديدٌ في رأيه ، حكيمٌ في رده ، كيسٌ في عقله ، سخيٌ في ماله ، عسيبٌ في قومه ، غزير في ثقافته ، متزنٌ في طبعه ، صبورٌ في حلمه ، مترفعٌ عن الصغائر و سفاسفها ، لا يفتر نشاطه و لا يخبت عطاؤه ، مضيئا في مدرسته و مجتمعه ، مهيبٌ في إدارته ، مفوها  ذا هيبة و وقار عند وقوفه أمام طلبته، تغيب الفوضى و يحضر الهدوء عند حضوره ، و قورا حليما عند غضب غيره  .

لا شك أنه من المعلمين الأوائل  في تدريس اللغة الإنجليزية في عمان و ضواحيها لا سيما ميزاته أنه معلمٌ قديرٌ في تخصصه مطلع الستينات و السبعينات ، و إداريٌ مبدعٌ في مطلع الثمانينات و التسعينات،  درسَ العديد من رؤساء حكومات و وزراء و نواب و مسؤولين و قيادات إجتماعية و تربوية في الدولة الأردنية ممن ترأسوا المؤسسات الحكومية و الخاصة في الوطن الحبيب ، كدولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ، و النائب الإعلامي عمر عياصرة و غيرهم العاملين في السلك العسكري و النيابي و الوزاري و الدبلوماسي   .

 خبيرٌ في اللغة الإنجليزية و تدريسها ، و غواص في صيد جواهرها و يعسوبُ في رحيق معانيها و موسوعيٌ في تنوع فروعها ، فهو رائدٌ في قضاء الحاجات للناس من مستوى رفيع ، و قائدٌ إداريٌ من طراز أول ، ذات شخصية قوية  ، و يمكن أن نطلق عليها ( الإداري القوي )، و من الذين تتملكهم جرأة في الحزم و الشجاعة و الإصرار و العزيمة التي لا نظير لها في قطاع تربية الأجيال على صعيد القطاع الحكومي و الخاص على مستوى الوطن ، فهو ليس بالصلب الذي يكسر و لا باللين الذي يعصر ، فقد كان حازما في إتخاذ القرارات عندما كان نائبا لمدير كلية الحسين  في عمان و مؤسسا لمركز الصفا الثقافي وسط البلد و لمدارس العروبة الخاصة  ، فيما وصفه البعض ببعد النظر و ثاقب البصيرة ، لا سيما تدخله عنوةً لحسم نسبة من رسوم الطلبة المسجلين في مركز الصفا  الثقافي و مدارس العروبة من هم من أبناء محافظة الطفيلة في عمان ، و من هم من  الفقراء ، و الأقارب،  و الأصدقاء .  و لله درك - أيها الراحل - من وضع النقاط على الحروف !  لله درك على هذه السيرة العجيبة ! .

يصنفه البعض كأحد أبرز أعلام التربية ممن استطاعوا توظيف مهارات اللغة الإنجليزية و فنونها لدى ممن أشرف عليهم من الطلبة و المعلمين والمعلمات في آن معا ، فقد كان دقيقا بشدة يحترم الوقت و يجيد إدارته و لا يسمح للوقت أن يقتل نشاطه و جهده يمكن أن نطلق عليه ( الإداري الدقيق) .

و يصنفه آخرون من خيرة أساتذة اللغة الإنجليزية على مستوى الأردن ، ممن أنجبتهم محافظة الطفيلة و تركوا بصمات واضحة في القطاع التعليمي في العاصمة عمان و الثقافي على مستوى الوطن  ، فيما يعتبره آخرون أحد أبرز معلمي اللغة الإنجليزية الذين درسوا في كلية  الحسين في مطلع السبعينات ؛  لأنه كان يتقن فنون اللغة الإنجليزية و مهارات توظيفها ، كما يعتبره البعض أحد أبرز خبراء اللغة على مستوى الوطن في مطلع الثمانينات و التسعينات ، ممن يشار لهم في بالبنان و الدراية و التأثير  الإيجابي على شخصية تلاميذه و إكسابهم سمات الشخصية القيادية ، ليكونوا قادة في المستقبل ؛ لدرجة أن الرجل يمتلك  شخصية قوية مثقفة من طراز عالي تصل درجة الفراسة و الإقناع ، خاصة أنه ملم بأساسيات الحوارة، و  له حضور منقطع النظير  يجيد الإلقاء المنظم  و المتقن المتجانس المتناسق بمفرداته و كلماته العذبة  .

 كان  رحمه الله - نظاميا دقيقا في عمله ، شديدا على الأخطاء ، حازما في تصحيحها ، عازما في إقرارها، ذات هيبة عند وقوفه أمام طلبته في ساحة كلية الحسين رغم أنه كان نائبا لمدير الكلية و و هرة و شدة في إتخاذ القرارات لمصلحة العملية التعليمية في كلية الحسين ، حيث إن هذه الشدة و الحزم كانت دوما لمصلحة الطلبة مما شكل منظومة متكاملة عملت على إنتاج قيادات وطنية و إجتماعية على مستوى الوطن ، و أصبحنا نشاهد ثمارها و نتاج غرسها على مجتمعنا و مؤسساتنا الحكومية و الخاصة في الأردن  .

شاهدت الرجل عام (٢٠١٣) قبل وفاته بعام، أثناء مشاركته مناسبة زواج إبنة شقيقه الأستاذ علي الربيحات أطال الله في عمره ، فقد أصر على القدوم من عمان إلى الطفيلة لحضور مراسم الزواج رغم ما يعانيه من مرض شديد ، حيث لم يكتفي بذلك بل ذهب برفقة ابنائه و شقيقه الأستاذ (أبو أكثم)   إلى مضارب آل العميلات ، لتقديم واجب التهنئة لزوج أبنة شقيقه رغم أنه أمضى وقته جالسا بين الحضور على الكرسي و لم يتناول طعام الغذاء بسبب المرض ، وقتها كنت أقوم بتصوير و تغطية المناسبة ؛ كون العريس شقيق زوجتي، و لحسن الحظ وقع نظري على الراحل و هو يجلس ما بين الحضور وقتها أصابني الذهول و الدهشة و الإعجاب في آن واحد ، فقد شاهدت الهيبة و الوقار و الحشمة على محيا الراحل دون أن أعرفه ، فقد أعطاني انطباعا من الإيجابية عند النظر إليه و السلام عليه ، حيث يتسلل حب الرجل إليك و إلى الآخرين دون إستئذان ، و قتها لم أكن أعرفه صراحة بأنه علم من أعلام  التربية إلا أنني عندما أصابني الذهول أستفسرت عن شخصه الكريم ،  فقيل لي:" أنه عم العروس شقيق الأستاذ (أبو اكثم) ، و أنه جاء من عمان رغم المرض ، لحضور مناسبة الزواج ، فقد استهوت نظرة الرجل و هيبته على تفكيري في أن هذا الرجل ليس بالعادي ، إنما رجلٌ عظيم ، علمت بعد وفاته بأنه أحد ابرز المعلمين في اللغة الإنجليزية في عمان من خلال ذكره على لسان رئيس الوزراء و أحد النواب .

شهد يوم وفاته حزنا خيم على كافة أفراد عشيرته الواحدة في عمان و أقاربه في الطفيلة ممن أعرفهم ، و تركت وفاته فراغا و فاجعة لا أستطيع وصفها ، فقد شاهدت الحزن العارم يجتاح أقاربه وقت و فاته لفترة طويلة ، فقد كان يشكل إلهاما للعائلة في عمان و من هم في الطفيلة  ، كونها عائلة مترابطة الأطراف متماسكة من حيث صلة الأقارب والأفرع ، و بمثابة الأب والموجه لهم في كافة الأفكار و الأطروحات التي كانت تعرض عليه لإبداء رأيه فيها ، فقد كان حكيما متزنا في طرحه وتوجيهاته .

 كان بارا جدا بإقاربه و أصدقائه ، و كان يشارك الناس في مناسباتهم و حسب الفراغ الموجود لديه ، أما بالنسبة لأهله فقد درس أخوانه على حسابه و كان يأتي من عمان في كل أسبوع أو أسبوعين ليزور والديه في الطفيلة ، حيث كان شديد البر بوالديه و أقاربه و يبذل ما في وسعه لإرضائهم ، حيث كان يساعد والده في التجارة، فيذهب إلى القرى ليحضر الصوف، و الحبوب، و الألبان، و القيام بأنواع التجارة المختلفة ، حيث كان شقيقه يستشيره في أمور الزواج لابنائه و المواضيع الإجتماعية الأخرى، فقد كان يستأنس برأيه كأنه بمنزلة الأب  .

يعتبره البعض بالأستاذ المثقفٌ ، و التربويٌ الملهمٌ الذي تخرج على يديه آلاف الطلاب و الطالبات في الأردن ؛ كونه متخصصا في اللغة الإنجليزية و أدابها  ، ملمُ بهندسة الترجمة الفورية و فنون اللغة الإنجليزية، لا سيما أنه يحمل شهادتي البكالوريوس و الماجستير في اللغة الإنجليزية و أدابها من الولايات المتحدة الأمريكية جامعة تكساس العريقة ، فقد بدأ عمله مع إنطلاقة التلفزيون الأردني في ترجمة بعض المواد و البرامج التلفزيونية التي كانت تعرض على التلفزيون في عقدي الستينات و السبعينات ، كما اشتغل كمترجم بدوام مسائي في الستينات و ترجم أفلام و مسلسلات و أخبار لمؤسسة الإذاعة و التلفزيون .

عرف عنه قوة شخصيته التربوية و قدرته الفائقة على تدريس مادة اللغة الإنجليزية بأسلوب بارع جدا  ملفتا للأنظار ، حيث أستهوت طريقة تدريسه و أسلوبه في إيصال المعلومة و ترسيخها في عقلية الطالب على الكثير من القيادات الوطنية و السياسية و الإقتصادية و الإعلامية التي تتلمذت على يديه ، فهو أستاذٌ مرموقٌ في تربية الأجيال و إنتاج القامات الإجتماعية و القيادات الوطنية على مستوى الأردن ، حتى أن دولة رئيس الوزراء الحالي الدكتور بشر الخصاونة قد ذكر أسمه في إحدى خطاباتة أمام مجلس النواب مؤخرا ،  كواحد من أعرق الأساتذة في الوطن ممن تتلمذ على يديه و ممن لهم دورا بارزا في قطاع التربية و نهضته في الأردن ، فهو معلم فريد في عمله ملم بأساسيات الحوار و الإقناع ، و صاحبُ مبدأ ، و موقفِ مشرفِ لكل من يلتقيه أو يتعامل معه ، عندما تجالسه تشعر بإحساسه الصادق و صفاء سريرته و نقاء قلبه ، فهو لا يظلم و لا يداهن ، يقف مع الحق و المظلوم و لا تأخذه في الله لومة لائم . هذا ما عرفنا عنه وفق من نقل عنهم ممن عاصروه على مدار ( ٥٠ ) عاما من العطاء في قطاع التربية و التعليم و الشأن العام  و الخاص و كلية الحسين،  و مدرسة الأمير حسن ، و مدرسة العروبة الخاصة التي أسسها مع بعض المربين الأفاضل،  و المركز  الدولي للغات ، فقد أمضى زهرة شبابه معلما و مربيا و مؤسسا و مديرا و إداريا عاليا في عطائه . 

درس الإبتدائية و الاعدادية في مدرسة عيمة ، ثم مرحلة الثانوية في مدرسة الطفيلة الثانوية ، حيث قدم إمتحان  التوجيهي في الكرك عام ( ١٩٦٤) ؛ كونه ربما يكون عدد الطلبة قليل أو لسبب غير معروف ، حيث حصل في تلك السنة على بعثة خارج الأردن،  و لكن بقدرة قادر شطب أسمه و  وضع أسم غيره و فق ما قيل  .

كلفه مدير مدرسة الطفيلة الثانوية عندما كان طالبا ، بإلقاء كلمة باللغة الإنجليزية في الطابور الصباحي ، فألقاها و أجاد بكل براعة و تميز . تزوج عام (١٩٧٢ )و له من الأولاد ستة وابنه واحدة ، أحدهم مدير في أمانة عمان ، و آخر ضابط دكتور في الجيش،  و الآخر ضابط في الدفاع المدني ، و آخر متقاعد من الصحة و أثنان موظفان و الراحل من مواليد (١٩٤٤).

تم تعيينه في مدرسة الحسن الثانوية في عمان/ جبل الجوفة ، و بعدها انتقل إلى مدرسة الفتح الثانوية في المحطة،  بعدها أعير إلى سلطنة عُمان عام (١٩٧٣) و خدم سنة واحدة ، و عاد ليتعين في مدرسة كلية الحسين الثانوية في جبل الحسين و كانت وقتها أكبر مدرسة في عمان ، بعدها عمل مع معلم آخر على افتتاح مركز ثقافي في شارع الشابسوغ وسط البلد ، ثمَّ أشترك مع زملاء له وأسسوا مدرسة العروبة الثانوية الخاصة .

في عام ( ١٩٩٧) رشح نفسه لمجلس النواب و بشهادة الجميع كان هو الأول و لكن لظروف معينة منها المال الأسود ، انقلبت الصورة و لم يحالفه الحظ و خسر الأنتخابات و لم يرجع إلى كلية الحسين بسبب تقاعده منها ، حيث تفرغ لمركز الصفا الثقافي مدرسا و مديرا إداريا في مدارس العروبة الثانوية للبنين و البنات ، حيث تقاعد منها سنة ( ٢٠١١ ) و توفي عام (٢٠١٤) .

عمل في مركز الصفا الثقافي الأول في العاصمة عمان بكامل طاقته  و قد حصل الراحل -  رحمه الله - من الأموال الكثيرة  لم يخرج في هذه الدنيا إلا ببيت يسكنه أهله . 

كان جوادا في أهله و أخوانه و أقربائه لدرجة كبيرة و عطوفا على أخوته ، فلم يبخل عليهم بشيء، حيث ساعدهم في تعليمهم و  في زواجهم ، عُلم عنه من البعض تكتمه لدرجة كبيرة حول تقديم المساعدة المالية لبعض الطلبة الفقراء بسرية تامة حتى أن اشقاءه وأبناءه لم يكونوا على علم بذلك ، فقد تكشفت هذه المعلومات بعد وفاته،  فهو من أصحاب الصدقة الخفية .

شارك في تدقيق طباعة كتب اللغة الإنجليزية لطلاب المدارس بتكليف من مديرية المناهج والكتب المدرسية .

و في مقابلة موسعة عبر الهاتف أجريتها مع المدير العام لمدارس العروبة الثانوية الأستاذ الدكتور نعيم دحبور حول معاصرته للراحل، لكونه صديقه المقرب له و للحصول على معلومات كافية عن سيرة الراحل كونه أمضى غالبية حياته في عمان أجاب  قائلاً  :" أنه تعرف على الراحل فهمي ربيحات عن طريق زملائه من الأساتذة الأفاضل :  توفيق أبو صاع أستاذ رياضيات ،  و فراس حواري أستاذ لغة عربية ، حيث كانوا يدرسون في مدرسة واحدة ، بينما الأستاذ توفيق أبو صاع كان يشترك مع الراحل فهمي ربيحات في مركز ثقافي في العاصمة عمان وسط البلد ، في عام (١٩٨٤- ١٩٨٥) ، حيث كان الراحل ربيحات مدرسا للغة الإنجليزية و الأول في عمان و ضواحيها " . 

وأضاف :" أن الراحل كان مشهوراً في تدريس اللغة الإنجليزية،  و خير من درس اللغة الإنجليزية ، و كانت سمعته في عمان - ما شاء الله - على حد تعبيره و كل طالب في عمان يتمنى أن يدرس اللغة الإنجليزية تحت إشرافه وفق حديثه .

وأوضح،  أن الآف الطلبة كانوا يذهبون إلى مركز  (الصفا الثقافي) في العاصمة عمان و كانوا يتعلمون عنده اللغة الإنجليزية، بينما كان المعلم توفيق أبو صاع  يدرس في نفس المركز مادة الرياضيات  .

مستطردا ، إلى أن الراحل ربيحات كان نائبا لمدير كلية الحسين ، و المعلم رقم ( ١ ) باللغة الإنجليزية في المركز و العاصمة عمان ، حيث كان الجميع يتمنى الدراسة عنده في المركز الثقافي للكفاءة و غزارة العلم و الثقافة التي كان يتمتع بها الراحل التي لا ينكرها القاصي ولا الداني ، و كذلك لشخصيته القوية جدا ، فقد كان الطلبة يحسبون له ألف حساب و هم في بيوتهم و قبل قدومهم للمدرسة ، مضيفا أنهم كانوا يخشونه حتى أنهم لا يتجرأون في الذهاب لكلية الحسين إذا  كانوا غير ملتزمين بالزي الرسمي أو عدم قص الشعر على حد وصفه وتعبيره  .

وأشار، أن الراحل ترك بصمات إيجابية و إنجازات كبيرة على كلية الحسين يشهد لها القاصي والداني ، بحيث كان ُيسير الكلية على الصراط المستقيم على حسب تعبيره ، في إشارة منه لمدى النظام و الإلتزام الذي كانت الكلية تتمتع به زمن الراحل ربيحات رحمه الله .

والمح  إلى قوة تأثير شخصيته على النظام في الكلية، مستذكرا،  أن الراحل كان حين يصعد درج الكلية يسود الصمت و الهدوء بالتزامن مع وجود مئات الطلبة الذين ينظرون له بترقب و هدوء من بعيد و هو يَهمُ لصعود الدرج ، حيث يتهيأون وقوفا و إحتراما و تقديرا لهيبته و وقاره و قوة شخصيته ، مضيفا أن الراحل درسَ رؤساء حكومات و وزراء و قادة جيش و طيارين و أطباء و مهندسين و الآف المعلمين الذين أصبح البعض منهم قيادات يشار لها بالبنان ، لافتا إلى أنه تعرف على الراحل سنه ( ١٩٨٤ ) عندما كان - رحمه الله - رقم ( ١ ) في تدريس اللغة الإنجليزية ، و كان الأستاذ فارس حواري رقم ( ١ ) في اللغة العربية و الأستاذ توفيق أبو صاع رقم ( ١) في الرياضيات،  و الأستاذ نعيم دحبور رقم ( ١) في الفيزياء كذلك،  مشيرا إلى أن هؤلاء الكوكبة من مشاهير عمان في ذلك الزمان،  حتى أن البعض كان يطلق عليهم "التربية" عندما يشاهدوهم  .

وأضاف ، أنهم عملوا مع الراحل على تأسيس مدرسة  هي أول مدرسة خاصة ينشأُها معلمين،  اطلقوا عليها أسم (العروبة )، و كانوا يعملون بتوجيهات الراحل ربيحات؛  كونه خبيرا قديرا ، و أخبر منهم في إدارة المدارس الخاصة ، حيث له الفضل في تأسيس مدارس العروبة الثانوية التي أسست عام (١٩٨٤) ، مشيرا إلى أن المدرسة أصبحت تحظى بإحترام كبير و يشار لها بالبنان ، و ذلك لأنها تتضمن ( ٤ ) من المشاهير على مستوى الأردن ، على راسهم الراحل فهمي ربيحات ، الذي أكد أن  تواجده في المدرسة أضفى عليها ميزة أن أصبحت جاذبة للطلبة لتعلم اللغة الإنجليزية على يد الراحل ربيحات الذي كان يدرس في كلية الحسين اللغة الإنجليزية،  حيث يمضي  سحابة يومه يتنقل ما بين كلية الحسين صباحا و العروبة مساء ً ،  في تلك الفترة زادت شعبية الراحل ربيحات بشكل كبير  ، كأحد أفضل مدرس للغة الإنجليزية لدرجة أن صحيفة الدستور،  قد طلبت من الراحل ربيحات شرح مادة اللغة الإنجليزية و الأسئلة لنشرها كل سنة في الصحيفة قبل إمتحان الثانوية العامة بشهر .

مشيرا إلى أن الراحل أول من بدأ بذلك في الصحف الرسمية التي كانت تطلب منه كتابة شرح اللغة الإنجليزية لنشرها على صفحاتها ؛ لعدم وجود النت والشبكة العنكبوتية  .

لافتا إلى أن الراحل ترشح لانتخابات مجلس النواب الثالث عشر عن منطقة الطفيلة ، حيث قدم استقالته من وزارة التربية و التعليم للسبب ذاته،  إلا أن الحظ لم يحالفه لظروف معينة ، مشيرا إلى تعيبنه بشكل رسمي في مدارس العروبة و كان ذلك في عام (١٩٩٧/١١/٢٤ ) ، حيث أصبح مديرا لمدارس الذكور في مدارس العروبة التي أصبحت يشار لها بالتميز و التفوق بانضمام الراحل لها ، بعدها أصبح الراحل عضوا في مجلس الإدارة لهيئة المديرين في عام (٢٠٠٤-٢٠٠٥) حيث توقف عن التعليم للتفرغ لمهامه الجديد إلى أن توفاه الله عام (٢٠١٤) .

لله درك- أبو حسين - على هذه السيرة العطرة، والمشوار المزدهر في قطاعي التربية و التعليم الخاص ، سنقف لك و يذكرك الجميع في الأردن و مجتمعك العشائري بالخير و السداد ، و سوف يقف لك اليوم و غداً عرفانًا و إجلالاً لجهودك الجبارة  في ميادين العلم و الكرامة  .

نسأل الله لك المغفرة يا أبا حسين ، والرحمة ، والعفو ، وجزاك الله خيرا على ما قدمته للوطن من إرث حافل بالإنجازات سوف تبقى محفورة في ذاكرة التاريخ و سوف تبقى سيرتك النقية، وإرثك من القيم والمثل النبيلة ، شاهدة على قامة و رمز من رموز ا وطننا الغالي الحبيب الذي نفتديه بالمهج و الأرواح .