2024-05-17 - الجمعة
طقس العرب: ارتفاع آخر على درجات الحرارة في الأردن بهذا الموعد nayrouz فهد عمار يضمن التتويج بميدالية في بطولة آسيا للتايكواندو nayrouz تربية الطيبة والوسطية تظفر بأولمبياد قدم الروبوتات على مستوى الوطن العربي nayrouz بلدية طبقة فحل تنفذ حملة نظافة مساندة لبلدية بني عبيد nayrouz معسكر كشفي بيئي في بيت شباب إربد nayrouz اتحاد الكرة لم يتخذ قرارًا بطلب الفيصلي لمواجهة الحسين إربد nayrouz برونزية أردنية في بطولة آسيا للتايكواندو nayrouz الأمير فيصل يتابع منافسات رالي الأردن الدولي nayrouz الفنان المصري جلال الزكي في حالة "خطيرة" إثر حادث سير nayrouz زراعة عجلون: 5 مليون دينار لمشاريع تطوير الأراضي المرتفعة nayrouz أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في محاور القتال بغزة خلال 10 أيام nayrouz جرش: ضبط 19 حافلة نقل عمومي متغيبة عن خطوطها nayrouz وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني لبنك الإسكان nayrouz انطلاق أول صهريج يعمل بالغاز الطبيعي بدلاً من الديزل nayrouz الحروب: المال الأسود حرام شرعاً ويجب إيصال من يستحق إلى البرلمان nayrouz وفاة الحاج المختار عبد الله عودة الله الراشد القرعان nayrouz رونالدو يقود هجوم النصر فى مواجهة الهلال بالدوري السعودي nayrouz تربية معان تختتم فعاليات مسابقة بنك المعلومات في النحو في دورتها الثانية nayrouz التلفزيون الاردني يستضيف طلبة كلية حطين nayrouz تخريج الفوج الخامس والستون من طالبات الثانوية العامة لمدرسة الاميرة عالية الثانوية للبنات nayrouz

مسيرة جنرال...فايز الدويري.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

كتب : جمال الدويري 

يقول الباشا الدويري ... إن عمر غطاء المنهل الفلسطيني من 1936 في مدينة يافا الفلسطينية, لأقدم عمراً من كيانكم الإسرائيلي باثني عشر عاماً, وأنا لا أهبط الى مستوى الردّاحين, فأنا مدرّسٌ للتربية الأخلاقية في الجامعة.
هكذا رد الجنرال فايز باشا الدويري, على أحد الرداحين الصهاينة على إحدى الفضائيات, فأفقده صوابه واتزانه وواهي حجته.
وفي ذات السياق, وردّاً على من لم يعجبه ظهور الباشا, على فضائية روسية, بالتزامن مع ظهور صهيوني عليها, يقول الدكتور الدويري: أنا لن أترك الساحة لما يصنعه الصهاينة من بروباغندا وتهريج وكذب إعلامي وادعاء الحقوق وقلب الحقائق, وأعتبر هذا جزءاً من معركتنا معهم, كما لا أترك للضعفاء محاججة الباطل الصهيوني مع خطر الإنهزام أمامه, وليس لهذا أية علاقة بالتطبيع الذي أرفضه جملة وتفصيلا. 
من هو فايز باشا الدويري؟
أنا من (جتم), يقولها فايز الدويري بالجتماوي, بتشديد الجيم, أردني لأبوين وجدود أردنيين, وأفتخر, ولكنني لا أسمح لابن يافا أو طولكرم المزاودة على موقفي من فلسطين, ولا على قناعتي بأن فلسطين قضيتي كما هي قضيته, مسلم عروبي حتى صميم العظم ونخاع الفكر والقناعة. وهكذا يبدأ الجنرال بالتعريف عن نفسه.
ولقد ترددت طويلا بالتصدي للرد على هذا السؤال, كوني أتشرف بقرابة دم مع (أبو جمال), وكوننا أبناء عمومة, لعائلة لم تعرف إلا الوفاء والانتماء والتضحية لهذا الأردن العظيم, ولم يُعرف عنها تقاعسا ولا نكوصا, عندما يكون الأردن هو المنادي.
ولكن كون اللواء ركن المتقاعد, الدكتور فايز محمد حمد الدويري, مواطنا أردنيا, قد خدم الوطن, عسكريا مقداما مبدعا متميزا, في كل ما أُوكل له من مهام ومناصب, بعزيمة المخلص المتفاني, وعلى مدى ثلاثة عقود ونصف كاملة من الزمن, حتى تقاعد من الخدمة العسكرية ومؤسستها, دون أن يتقاعد من الوطنية وخدمة الوطن, في ساحات عطاء وتقدمة مدنية متعددة أخرى, وحتى هذه اللحظة من عمره المديد, إن شاء الله, فقد بات لزاما علينا, أن نمنحه كلمة شكر وعرفان وتقدير, برسم بعض خطوط لوحة إنسانية وطنية زاهية, أسمها: فايز الدويري, وسوف أذيّل بكل فخر واعتزاز هذا النص الموضوعي, باسمي وكنيتي المشتركة معه, ودون تحفظ أو حرج, وشهادتي المجروحة به, بل وأعترف أنني قد تأخرت ربما, بتناول هذه الشخصية الوطنية الفذة, وصاحبها الذي لا يحتاج الى تعريف, بكلمة حق في مكانها, اقتضتها الموضوعية, وضرورة التوثيق.
موسوعة علمية عسكرية فكرية إعلامية متنقلة متكاملة, هو الجنرال القدير, فايز الدويري, ألمعيٌّ شديد الذكاء, حاضر البديهة, واسع الثقافة متنوعها, وقبل كل هذا, شخصية إنسانية راقية نبيلة, لا تملّ حديثه, ولا تود أن ينتهي منه.    
ولد الفلاح ابن الفلاح, ملح الأرض, والهائم بالوطن, فطرة وتربية وتسلسل أجداد وجينات, فايز الدويري, في بدايات الخمسينات, في قرية كتم/إربد, أنهى دراسته الثانوية, بين بلدته ومسقط رأسه, والنعيمة والحصن, عام 1970, بعد أن قطع مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام, صيفاً وشتاءً, من وإلى هذه المدارس, في ظروف قروية بسيطة, أصاب بها من شظف العيش أكثر من رغده, مثل بقية أقرانه آنذاك,
ومثل غالبية اليافعين خريجي الثانوية في حينه, كان له طموحه المشروع, بالتحصيل الآكاديمي حتى الشهادات الجامعية العليا, وتحصّل على قبول جامعي, في حين كان أمامه المسيرة العسكرية أيضا, كخيار يداعب وطنيته وكل المتخرجين معه, والذي اختاره عندما انتسب للكلية العسكرية الأردنية, كتلميذ مرشح, وتخرج منها مبدعاً, برتبة ضابط.
ومثل تميزه المدرسي, تابع الضابط فايز الدويري, بروزه في حياته المهنية العسكرية, وحاز على رفيع التقدير والدرجات, متعلماً ومعلما ورئيسا ًومرؤوسا, متوجاً تحصيله, في المعاهد والكليات العسكرية الوطنية, بنتائج مبهرة متقدمة في كل مشاركاته الخارجية, تدعو للفخر وجديرة بالإعتزاز الأردني, حيث نافس زملاء له من كل العوالم المتقدمة الأخرى, وبزّهم وتفوق عليهم في معظم الحالات.
وبين كلية القيادة والأركان الأردنية, وكلية الأركان الباكستانية كويتا, وغيرها من الكليات العسكرية العالمية الأخرى, كان للواء فايز الدويري, قصب السبق, في غالبية مشاركاته هذه, حتى أن قائد كلية كويتا, قد صنفه مادحا بأنه أفضل طالب اردني دخل كويتا, ولم يرق هذا المديح للضابط الأردني, حيث فزع لأردنيته قائلا: أن في الأردن ضباطا متميزين وأصحاب كفاءة, أكثر مني.
وفي كلية السامز الأمريكية, كان الضابط الأردني فايز الدويري, الأجنبي الأول من خارج دول الناتو, الذي يشارك بتميز, كواحد من عشرة ضباط بدورة التخطيط الاستراتيجي وفن ادارة الحرب, بما يأهل الضابط لإعداد خطط حروب مشتركة شاملة.
وكان جزءاً من برنامجها, مراجعة معارك تاريخية عظمى, كمعركة واترلو للامبراطور الفرنسي, والحرب البروسية الفرنسية, والحرب العالمية الثانية, في المسرح الأوروبي / معركة الأرديز الثانية, وفي المسرح الباسيفيكي بيرل هاربر, والحرب الكورية لاحقا. والاشتراك بتمارين تخطيط استراتيجي, حسب الرؤيا الأمريكية, وبما يخدم مصالحها, لتحقيق ديمومة أحادية القطبية في العالم. كما تم التركيز على الدراسات الاسلامية والأحداث الهامة في منطقة الشرق الأوسط, ضمن برنامج وسيناريوهات مستقبلية, مرعبة للمنطقة والعالم, وقد حصل الدويري في نهاية هذه الدورة, وحيدا بين المشاركين, ولتفوقه, على شهادة الماجستير بدل الدبلوم المخصص للخريجين. 
كان سلاح الهندسة الملكي, الذي تم تنسيبه له, بعد تخرجه من الكلية العسكرية, الحاضنة التي منحت الضابط فايز الدويري, التخصص والاحترافية واتجاه عمله العسكري, وكان له بها مجددا, التميز والإبداع, وتسلسل في ميادينها وإداراتها, مدرسا ومدربا بها, وحتى تسلم قيادة السلاح, مرورا بالعمليات الحربية للجيش, والكثير من المهام والمناصب العسكرية الهامة, التي منها على سبيل التعداد لا الحصر, مدرساً في كلية القيادة والاركان, وموجهاً لكلية الحرب, ثم آمراً لكلية القيادة والأركان, تاركاً بصمته الشخصية المخلصة المتفوقة, واحترافه ونزاهته ووطنيته, في جميع مناصبه التي شغلها, ظلت حتى بعد مغادرته الجندية متقاعدا, موضع إعجاب يشار لها بالبنان. 
ومن مهامه الوطنية المقدرة في سلاح الهندسة الملكي, فقد تم اختياره ليمثل الأردن باتفاقية أوتاوا لإزالة وتدمير الألغام, وقد أعد برنامجا متكاملا, تمكن من خلاله من تطهير التراب الأردني من عشرات آلاف الألغام, التي لوثت هذا الثرى الأردني لعقود عدة, ومكن المزارعين الأردنيين من إعادة استصلاح هذه الأراضي المهجورة وزراعتها على موازاة حدودنا الشمالية والغربية, مما ساعد على تعزيز ورفد سلة الغذاء الأردني, بعد أن كان مجرد الاقتراب منها خطرا يهدد الحياة, وكل هذا بتمويل خارجي, كان للخبير فايز باشا, فضل اقتراح حصر استقبال المساعدات الخارجية اللازمة لهذه العملية المعقدة والمكلفة, على شكل معدات وتقنيات فنية عينية, وليس على شكل مبالغ مالية, حتى يغلق الباب أمام أي هدر أو فساد محتمل. كما كان الدويري, وبموافقة أعضاء مجلس الأمن الدولي كافة, عضوا بلجنة تفتيش دولية لتنفيذ اتفاقية أوتاوا, لنزع وتدمير الألغام, على مستوى العالم.
بدايات العام 2005 سجلت لحظة انتقال اللواء فايز الدويري من العسكرية المحترفة, إلى المدنية العامة, حيث أحيل إلى التقاعد بعد ضعف سنوات الخدمة التقاعدية تقريبا, منتقلا إلى مجال إبداع وتميز جديد, له الكثير من الشواهد والحيثيات.
حصل اللواء فايز الدويري على الدكتوراه, في فلسفات التربية من الجامعة الأردنية, مكللا بذلك طموحه الأكاديمي بتميز وبمدة قياسية, والذي لم يستطع متابعته أثناء خدمته العسكرية, حيث رُفض طلبه للتقاعد, رغم حصوله على منحة سمو الأمير حسن, وقبولا من جامعة ويسكنسون الأمريكية.
عمل فايز باشا لعامين بعد تقاعده, كباحث إستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية, الذي كان تأسيسه اقتراحا منه.
وقد رفض الجنرال المتقاعد, والذي تعدت سمعته وتميزه الحدود ألى الجوار العربي, من خلال طلاب تلك الدول الذي قام بتدريسهم وتأهيلهم, لدى معاهدنا وكلياتنا العسكرية,  طلبات عديدة من معظم دول الخليج العربي, للعمل هناك, رغم الإغراءات المالية والعروض المجزية, التي تهافت على اغتنام اقل منها, الكثيرون.  
تم تكليف الجنرال فايز باشا أثناء خدمته العسكرية, بالحديث للإعلام المحلي عن المناسبات الوطنية الأردنية التي تخص القوات المسلحة, وقد كان أداؤه مقنعا كما في عسكريته, لأنه كان مرتكزا على علم ودراسة, وثقافة واسعة, وخبرات متراكمة عميقة, ومنطق سليم, واستخدام مثالي للغة والمعلومة, في رداء صادق مخلص, من أردنية عربية جليّة راسخة, طبعت شخصية الرجل وصبغت كل ما يقول ويفعل.
ومع انطلاق ثورات الربيع العربي, وما اعتراها من انتكاسات أدت إلى استخدام بعض الأنظمة العربية للمقاربة العسكرية في مواجهة الإحتجاجات المدنية, أفضت الحاجة للبحث عن خبراء عسكريين ومحللين أكفاء, لتغطية الأحداث وما يجري على الساحة العربية.
ومن هنا جاء ظهور الدويري, كمحلل عسكري استراتيجي, تلقفته الفضائيات العربية والعالمية, بكثافة صعُب عليه معها أحيانا, إدارة وقته وتنظيم مواعيده, فتحدث عن اليمن كأنه ابنها ومولود جغرافيتها, وقد سبق له كضابط مبعوث من الجيش الأردني, أن شارك بتنفيذ مشروع الرئيس اليمني السابق إبراهيم الحمدي, لبناء تحصينات يمنية على مضيق باب المندب, كما تحدث عن سوريا كسوري مغرق بمعرفة المدن والقرى والحواري, ساحات المعارك هناك, وحتى الخلاف الليبي الليبي, لم يُعجز اطلاعه وخبرته وثقافته الشامله, ولقد كان من العلامات الفارقة للمحلل الاستراتيجي الدويري, في مسيرته المدنية الحافلة أيضا, تغطيته المميزة, لجولات العدوان الإسرائيلي الأربع على غزة, بين 2008 وحتى 2021, والتي حظيت باستحسان المتابعين وزيادة أعدادهم في الفضائيات, حيث كان له قولا مأثورا خاصا, بتقييم هذه الحروب, بأن القوي إن لم ينتصر فهو مهزوم, والضعيف إن لم ينهزم فهو منتصر, كما وصف تفوق العدد والعدة الصهيونية, على فصائل المقاومة الفلسطينية, بالقوة الفائضة, التي لا تسمح ساحات وفضاء العمليات باستخدامها, والتي أثبتت نهايات هذه المعارك صحتها.
وقد أجاد الدويري بتناوله لقضايا أفريقية بالغة التعقيد والحساسية, مثل معظلة سد النهضة بين مصر والسودان واثيوبيا, والتطورات المتلاحقة في تونس وغيرها.
وما بروز اللواء الركن فايز الدويري حاليا, كمحلل استراتيجي مقنع وقدير, للحرب الروسية الأوكرانية, إلا دليلا آخر على إمكانياته وتميزه, وحضوره المهني المحترف في هذا المجال, الذي يعجّ بالمنظرين وممتطي الشاشات.
ورغم أنه ما زال هناك الكثير من الواجب قوله بحق هذا الجنرال الأردني المبدع, فسوف أكتفي بإعادة ما سبق وذكرته للتأكيد: لقد تقاعد الجنرال فايز الدويري من الخدمة العسكرية, دون أن يتقاعد من الوطنية الأردنية.
وإذ ندعو لأبي جمال, مبعث فخرنا, بالتوفيق, ودوام الصحة والعافية, لنزجي له تقديرنا واحترامنا, وموصول شكرنا على ما قدم ويقدم.